فصل: تفسير الآية رقم (16):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



إذن: فللوردة دورة حياة. وأنت إن نظرت إلى أي عنصر من عناصر الحياة مثل المياه سوف تجد أن الكمية الموجودة من الماء ساعة خلق الله السموات والأرض هي بعينها؛ لم تَزِدْ ولم تنقص. وقد شرحنا ذلك من قبل. وكل شيء تنتفع به له دورة، والدورة تُسلم لدورة أخرى، وأنت مستفيد بين هذه الدورات؛ هدمًا وبناءً.
والذين لا يرجون لقاء الله، ولا يؤمنون بالبعث، ولا بثواب أو عقاب لا يلتفتون إلى الكون الذي يعيشون فيه؛ لأن النظر في الكون وتأمُّل أحواله يُوجِب عليهم أن يؤمنوا بأنها دورة من الممكن أن تعود.
وسبحانه القائل: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ} [الأنبياء: 104] وهؤلاء الذين لا يرجون لقاء الله يأتي القرآن بما جاء على ألسنتهم: {ائت بِقُرْآنٍ غَيْرِ هاذا أَوْ بَدِّلْهُ} [يونس: 15]
هم هنا يطلبون طلبين: {ائت بِقُرْآنٍ غَيْرِ هاذا}، {أَوْ بَدِّلْهُ}.
أي: يطلبون غير القرآن. ولنلحظ أن المتكلم هو الله سبحانه؛ لذلك فلا تفهم أن القولين متساويان.
{ائت بِقُرْآنٍ غَيْرِ هاذا أَوْ بَدِّلْهُ} هما طلبان: الطلب الأول: أنهم يطلبون قرآنًا غير الذي نزل. والطلب الثاني: أنهم يريدون تبديل آية مكان آية، وهم قد طلبوا حذف الآيات التي تهزأ بالأصنام، وكذلك الآيات التي تتوعدهم بسوء المصير.
ويأتي جواب من الله سبحانه على شق واحد مما طلبوه وهو المطلب الثاني، ويقول سبحانه: {قُلْ مَا يَكُونُ لي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نفسي} ولم يرد الحق سبحانه على قولهم: {ائت بِقُرْآنٍ غَيْرِ هاذا}.
وكان مقياس الجواب أن يقول: ما يكون لي أن آتي بقرآن غير هذا أو أبدله؛ لكنه اكتفى بالرد على المطلب الثاني {أَوْ بَدِّلْهُ}؛ لأن الإتيان بقرآن يتطلب تغييرًا للكل. ولكن التبديل هو الأمر السهل. وقد نفى الأسهل؛ ليسلِّموا أن طلب الأصعب منفي بطبيعته.
وأمر الحق سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَا يَكُونُ لي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نفسي} أي: أن أمر التبديل وارد، لكنه ليس من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. بل بأمر من الله سبحانه وتعالى، إنما أمر الإتيان بقرآن غير هذا ليس واردًا.
إذن: فالتبديل وارد شرط ألا يكون من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال الحق سبحانه: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ والله أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} [النحل: 101] وهو ما تذكره هذه الآية: {قُلْ مَا يَكُونُ لي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نفسي} و{تِلْقَاءِ} من لقاء؛ فتقول: لقيت فلانًا، ويأتي المصدر من جنس الفعل أو حروفه، ويسمون التلقاء هنا: الجهة.
والحق سبحانه يقول في آية أخرى: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ} [القصص: 22].
و{تِلْقَاءَ مَدْيَنَ} أي: جهة مدين. والتلقاء قد تأتي بمعنى اللقاء؛ لأنك حين تقول: لقيته أي: أنا وفلان التقينا في مكان واحد، وحين نتوجّه إلى مكان معيّن فنحن نُوجَد فيه. ويظن بعض الناس أن كل لفظ يأتي لمعنيين يحمل تناقضًا، ونقول: لا، ليس هناك تناقض، بل انفكاك جهة، مثلما قال الحق سبحانه: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام} [البقرة: 144]
والشطر معناه: الجهة؛ ومعناه أيضًا: النصف، فيقال: أخذ فلان شطر ماله، أي: نصفه، واتجهت شطر كذا، أي: إلى جهة كذا.
وهذه معان غير متناقضة؛ فالإنسان منا ساعة يقف في أي مكان؛ يصبح هذا المكان مركزًا لمرائيه، وما حوله كله محيطًا ينتهي بالأفق.
ويختلف محيط كل إنسان حسب قوة بصره، ومحيط الرؤية ينتهي حين يُخيَّل لك أن السماء انطبقت على الأرض، هذا هو الأفق الذي يخصُّك، فإن كان بصرُك قويًّا فأفقك يتَّسع، وإن كان البصر ضعيفًا يضيف الأفق.
ويقال: فلان ضَيِّق الأفق أي: أن رؤيته محدودة، وكل إنسان منا إذا وقف في مكان يصير مركزًا لما يحيطه من مَرَاء؛ ولذلك يوجد أكثر من مركز، فالمقابل لك نصف الكون المرئي، وخلفك نصف الكون المرئي الآخر، فإذا قيل: إن الشطر هو النصف، فالشطر أيضًا هو الجهة.
وهنا يقول الحق سبحانه: {قُلْ مَا يَكُونُ لي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نفسي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَيَّ}.
أي: أنه صلى الله عليه وسلم لا يأتي بالقرآن من عند نفسه صلى الله عليه وسلم، بل يُوحَى إليه.
ويُنهي الحق سبحانه الآية بقوله: {إني أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس: 15]
أي: أنه صلى الله عليه وسلم لو جاء بشيء من عنده، ففي هذا معصية لله تعالى، ونعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُعرف عنه أنه كان شاعرًا، ولا كان كاتبًا، ولا كان خطيبًا. وبعد أن نزل الوحي عليه من الله جاء القرآن في منتهى البلاغة.
وقد نزل الوحي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الأربعين من عمره ولا توجد عبقرية يتأجَّل ظهورها إلى هذه المرحلة من العمر، ولا يمكن أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد أجَّل عبقريته إلى هذه السِّن؛ لأنه لم يكن يضمن أن يمتد به العمر.
ويأتي لنا الحق سبحانه بالدليل القاطع على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتَّبِع إلا ما يُوحَى إليه فيقول: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَيَّ إني أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس: 15]
ويأتي الأمر بالرَّدِّ من الحق سبحانه على الكافرين: {قُل لَّوْ شَاءَ الله مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ...}. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ}
قوله تعالى: {أَوْ بَدِّلْهُ}: يحتمل التبديلُ في الذات والتبديلُ في الصفات، يعني اجعلْ آيةَ عذاب مكانَ آية رحمة. فإن قيل: يلزمُ على الأولِ التكرار في قوله: {ائت بِقُرْآنٍ غَيْرِ هاذا}، فالجوابُ أن معنى الأول: ائت بقرآن غيره مع بقائه، أو بَدِّله بأنْ تُزيل ذاتَه بالكلية، فيتغاير المطلوبان.
و{تِلْقاء} مصدرٌ على تِفْعال، ولم يجيء مصدر بكسر التاء إلا هذا والتِّبْيان. وقرئ شاذًا بفتح التاء، وهو قياسُ المصادر الدالة على التكرار كالتَّطْواف والتَّجوال. وقد يُسْتعمل التِّلقاء بمعنى قبالتك، فينتصبُ انتصابَ الظروف المكانية. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ}
إذا اقترحوا عليك بأَنْ تأتيهَم بما لم نأمركَ به، أو تُرَيهُم ما لم نُظْهِرْ عليك من الآياتِ.. فأَخْبِرْهم أنَّكَ غير مُسْتَقَلٍ بِك، ولا موكولٍ إليكَ؛ فنحن القائمُ عليكَ، المصَّرفُ لكَ، وأنتَ المتَّبعُ لما نُجريه عليك مُبْتَدِعٍ لِما يَحصُل منك. اهـ.

.تفسير الآية رقم (16):

قوله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما تم ما دفع به مكرهم في طعنهم، اتبعه بعذره صلى الله عليه وسلم في الإبلاغ على وجه يدل قطعًا على أنه كلام الله وما تلاه إلاّ بإذنه فيجتث طعنهم من أصله ويزيله بحذافيره فقال: {قل} أي لهم معلمًا أنه سبحانه إما أن يشاء الفعل وإما أن يشاء عدمه وليست ثَمّ حالة سكوت أصلًا {لو شاء الله} أي الذي له العظمة كلها أن لا أتلوه عليكم {ما تلوته} أي تابعت قراءته {عليكم ولا أدراكم} أي أعلمكم على وجه المعالجة هو سبحانه: {به} على لساني؛ ولما كان ذكر ذلك أتبعه السبب المعرف به فقال: {فقد لبثت فيكم عمرًا} ولما كان عمره لم يستغرق زمان القبل قال: {من قبله} مقدار أربعين سنة بغير واحد من الأمرين لكون الله لم يشأ واحدًا منهما إذ ذاك، ثم أتيتكم بهذا الكتاب الأحكم المشتمل على حقائق علم الأصول ودقائق علم الفروع ولطائف علم الأخلاق وأسرار قصص الأولين في عبارة قد عجزتم- وأنتم أفصح الناس وأبلغهم- عن معارضة آية منها، فوقع بذلك العلم القطعي الظاهر جدًا أنه من عند الله فلذلك سبب عنه إنكار العقل فقال: {أفلا تعقلون} إشارة إلى أنه يكفي- في معرفة أن القرآن من عند الله وأن غيره عاجز عنه- كون الناظر في أمره وأمري من أهل العقل، أي أفلا يكون لكم عقل فتعرفوا به حقيقة القرآن بما أرشدكم إليه في هذه الآية من هذا البرهان الظاهر والسلطان القاهر القائم على أنه ما يصح لي بوجه أن أبدله من قبل نفسي لأني مثلكم وقد عرفتم أنكم عاجزون عن ذلك مع التظاهر، فأنا وحدي- مع كوني أميًا- أعجز، ومن أنه تعالى لو شاء ما بلغكم، ومن أني مكثت فيكم إتياني به زمنًا طويلًا لا أتلو عليكم شيئًا ولا أدعي فيكم علمًا ولا أتردد إلى عالم؛ وتعرفوا أن قائل ما قلتم مكذب بآيات الله، وفاعل ما طلبتم كاذب على الله، وكل من ذلك أظلم الظلم. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ}
وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
اعلم أنا بينا فيما سلف، أن القوم إنما التمسوا منه ذلك الالتماس، لأجل أنهم اتهموه بأنه هو الذي يأتي بهذا الكتاب من عند نفسه، على سبيل الاختلاق والافتعال، لا على سبيل كونه وحيًا من عند الله.
فلهذا المعنى احتج النبي عليه الصلاة والسلام على فساد هذا الوهم بما ذكره الله تعالى في هذه الآية.
وتقريره أن أولئك الكفار كانوا قد شاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول عمره إلى ذلك الوقت، وكانوا عالمين بأحواله وأنه ما طالع كتابًا ولا تلمذ لأستاذ ولا تعلم من أحد، ثم بعد انقراض أربعين سنة على هذا الوجه جاءهم بهذا الكتاب العظيم المشتمل على نفائس علم الأصول، ودقائق علم الأحكام، ولطائف علم الأخلاق، وأسرار قصص الأولين.
وعجز عن معارضته العلماء والفصحاء والبلغاء، وكل من له عقل سليم فإنه يعرف أن مثل هذا لا يحصل إلا بالوحي والإلهام من الله تعالى، فقوله: {لَّوْ شَاء الله مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ} حكم منه عليه الصلاة والسلام بأن هذا القرآن وحي من عند الله تعالى، لا من اختلاقي ولا من افتعالي.
وقوله: {فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مّن قَبْلِهِ} إشارة إلى الدليل الذي قررناه، وقوله: {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} يعني أن مثل هذا الكتاب العظيم إذا جاء على يد من لم يتعلم ولم يتلمذ ولم يطالع كتابًا ولم يمارس مجادلة، يعلم بالضرورة أنه لا يكون إلا على سبيل الوحي والتنزيل.
وإنكار العلوم الضرورية يقدح في صحة العقل.
فلهذا السبب قال: {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}.
المسألة الثانية:
قوله: {وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ} هو من الدراية بمعنى العلم.
قال سيبويه: يقال دريته ودريت به، والأكثر هو الاستعمال بالباء.
والدليل عليه قوله تعالى: {وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ} ولو كان على اللغة الأخرى لقال ولا أدراكموه.
إذا عرفت هذا فنقول: معنى {وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ} أي ولا أعلمكم الله به ولا أخبركم به.
قال صاحب الكشاف: قرأ الحسن {وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ} على لغة من يقول أعطأته وأرضأته في معنى أعطيته وأرضيته ويعضده قراءة ابن عباس {وَلاَ أَنذَرْتُكُمْ بِهِ} ورواه الفراء {وَلاَ أدرأتكم} به بالهمز، والوجه فيه أن يكون من أدرأته إذا دفعته، وأدرأته إذا جعلته داريًا، والمعنى: ولا أجعلكم بتلاوته خصماء تدرؤنني بالجدال وتكذبونني، وعن ابن كثير {ولأدرأكم} بلام الابتداء لإثبات الإدراء.
وأما قوله تعالى: {بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مّن قَبْلِهِ} فالقراءة المشهورة بضم الميم، وقرئ {عُمُرًا} بسكون الميم. اهـ.

.قال الثعلبي:

{قُل لَّوْ شَاءَ الله مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ} أعلمكم {بِهِ} وقرأ الحسن: ولا أدراتكم به، وهي لغة بني عقيل يحولون الياء ألفًا فيقولون: أعطأت بمعنى أعطيت، ولبأت بمعنى لبّيت وجاراة وناصاة للجارية والناصية. فأنشد المفضل:
لقد أذنت أهل اليمامة طيّ ** بحرب كناصاة الأغر المشهر

وقال زيد الخيل:
لعمرك ما أخشى التصعلك ما بقا ** على الأرض قيسيّ يسوق الأباعرا

أي ما بقي، وقال آخر:
زجرت فقلنا لا نريع لزاجر ** إن الغويّ إذا نَها لم يعتب

أي نهى.
وروى البري عن ابن كثير ولادراكم بالقصر على الإيجاب يريد: ولا عملكم به من غير قراءتي عليكم.
وقرأ ابن عباس: ولا أدراتكم من الإنذار، وهي قراءة الحسن {فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا} حينًا وهو أربعون سنة {مِّن قَبْلِهِ} من قبل نزول القرآن ولم آتكم بشيء {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} انه ليس من قبلي.
قال ابن عباس: نبّيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعون سنة وأقام بمكة ثلاثة عشرة وبالمدينة عشرة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة. اهـ.